السبت، 20 فبراير 2010

شكراً ... وصلتم متأخرين

وأخيراً اجتمع العرب، ولكن على «انقاض» لبنان، بعد قرابة شهر من تدمير بلد عربي، وتقطيع أوصاله من الوريد الى الوريد، يجتمع العرب، والنتيجة لاشيء فعلياً، لا قرار عملياً يصد العدوان «الاسرائيلي» عن لبنان، أو يدعم مقاومته الشريفة.

وصل العرب الى لبنان، لكن للأسف وصلوا متأخرين، وصلوا بعد خراب لبنان شبراً شبراً، مع الاعتذار لمعالي أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى الذي قال أمس إن «الاجتماع لم يتأخر وانه جاء في وقته الصحيح والمناسب، وان لبنان كان في قلوبنا واتصالاتنا» !!!!!

عذرا معالي الامين العام للجامعة العربية.. بعد شهر من ذبح شعب، وتدمير بلد، والجامعة العربية والدول العربية واقفة تتفرج، وعاجزة عن اتخاذ أي موقف عملي تجاه ما يحدث في ذلك البلد الشقيق، ثم تقول إن الاجتماع جاء في الوقت المناسب!، لك مكانة خاصة أيها الأمين العام في قلوب الشعوب العربية، فلا تخسرها، حتى وان وصل الأمر بتقديم استقالتك من الجامعة، وترك مكتبك في هذا المبنى، الذي تحول الى «نعوش» و«توابيت» تحملها الشعوب العربية في غالبية نكباتها ونكساتها، وما اكثرها، بسبب العجز الواضح، والدور الغائب للجامعة، مع ايماننا انها انعكاس للواقع العربي السيىء والمتردي.

هل كان علينا الانتظار لكي تسال كل هذه الدماء الزكية على ارض لبنان، ويذبح الاطفال والنساء والشيوخ، وتهدم الدور والمنازل على ساكنيها، وتقطع اوصال هذا البلد، بلد الصمود والمقاومة والشهداء، حتى ينعقد اجتماع عربي، او تجرى مشاورات لعقد قمة على مستوى القادة .

لبنان اليوم بعد أن قطعت أوصاله، بحاجة الى أطباء، وليس منظرين ومستنكرين ومنددين، فقد انتهى زمن ذلك، ولم نعد بحاجة الى مثل ذلك، فالطوفان قادم، وليس هناك وقت للكلام، واذا لم تنتبه الدول العربية، وتقف مع لبنان، وتتلاحم مع مقاومته، فان الدور سيأتي عليهم، اذا لا قدر الله سقطت لبنان في ايدي المشروع الصهيو - امريكي، فاذا انهارت المقاومة - وان شاء الله لن تنهار - فان الطوفان سيجرف اطرافاً اخرى، وسيأتي السؤال: على من سيكون الدور التالي؟

لبنان صمد، ومقاومته قادرة على الصمود لفترات طويلة، بعد ان لقنت العدو دروسا لم تكن في الحسبان، ولكن الآخرين الذين اعتبروا دفاع لبنان، ومقاومته الشريفة «مغامرة غير محسوبة» وانها تدفع المنطقة الى صراعات، ماذا سيكون موقفهم اذا ما اتى الدور عليهم؟ وماذا سيكون موقفهم بعد انتصار المقاومة، وهي منتصرة باذن الله؟ وماذا سيكون موقفهم امام شعوبهم؟

لبنان لاتحزن، انت اليوم الاقوى، رغم جروحك النازفة، واشلاء ابنائك الممزقة والمبعثرة والمنتشرة تحت الركام.

جابر الحرمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق